Hans Bellmer - The Doll, 1935

Hans Bellmer - The Doll, 1935
DEformITY

Oct 30, 2011

طريق فاتر، عاري من أي صوت إلا الصوت الوقح لدقات خطواتي، خالي من أي حركة إلا حركة قدماي المتثاقلتين و تهادي خيالي المتهكم... أنارته مصابيح هزيلة، بخس الزمن من قيمتها الجمالية و الوظيفية، و تلفّع جسدي الضئيل بضوئها الشاحب..
سرت بتباطؤ متعمد... و بخطوات مرتابة، أراقب حال خيالي المتقلب، فهو تارة في انسحاب، و تارة في انقضاض.
وبدا لي أن خيالي يهزأ من ترددي، و يسعى إلى إقحامي في معركة خرقاء بدافع اللهو.
فدفعت بساقاي للعدو، و رأيت خيالي و قد افترش الجدران المتتابعة، فاندفعت تلك الجدران البائسة إلى الاتجاه المضاد أملا في الهروب، أو لعلها لم تكن في طور الاندفاع المشحون بالأمل، و إنما قد تنافرت مع ذبذبات خيالي الساخط على حالها الباعث على الارتباك.
فقد غصت تلك الجدران بالرموز و الشعارات، حتى فاض منها إحساس لاذع بالتناقض, لم أتبين ماهية كل شعار أو رمز، و لكن لم أستطع مقاومة هذه الجرعة المهلكة من الخبل.
توقفت عن العدو، و اتجهت ببصري نحو الجدران الممتدة بعناد، فوجدتها شاحبة مقفرة خالية من العلامات و من الكلمات، و شد ما أدهشني أن خيالي كان قد اختفى، تاركا إياي بصحبة الوحشة، و قد ضاع عني الطريق.

Oct 25, 2011

في إنتظار الجدوى

عندما يتزايد عدد سكان العالم زيادة هستيرية، و تصبح الرقعة البشرية في منفى عما حولها...
مغلفة بكفن شفاف... تنظر و تتنفس و تتكاثر من خلاله...
عندما تتشابك خيوط المصائر و العلاقات الإنسانية (و غير الإنسانية) إلى حد الإلتحام، بحيث يصبح قطعها أسهل من فصلها
و تحتدم الصراعات، و يعلو إيقاع التمتمة ليتحول إلى نباح عنيد،
و تخلق ردود أفعال هجينة و مستحدثة...
و تتصدع أمواج الحشود، فتخرج جدران العزل الشاهقة
و تزحف حدود الأراضي المحرمة متجاوزة الأفق
و تتخثر التربة من جراء هذا الزحف المحظور
فتنطلق الطفيليات المذعورة كرها للبحث عن أي أثر متبقي للجدوى
و تختفي الشياطين و تخفت أصداء همسها حتى تلامس العدم، ثم تعود للظهور في هيئة أنصاف آلهة،
 متخذة من الهتاف لغة جديدة مسموعة و مستجابة،
و تنضب الحواس، و تتقلص الأبعاد حتى تتلاشى...
و يتحد الخير و الشر في مواجهة الذات المترنحة الملتمسة للحقيقة
و يصبح سؤال "إلى أي الجانبين تنتمي؟" مدعاة للسخرية و الإرتياع في آن واحد.
و يصبح تحديد موضع الخلل أمرا مستحيلا على الحواس المادية..
فنصبح كلنا جناة و آثمين، كما كنا من قبل أبرياء و قديسين.

Oct 20, 2011

حان دورك

استأذنت لتصلي, فذهبت لإحدى الغرف و كان بابها مفتوحا, و رغم أنني لم ألتفت لها إلا أنني أحسست طيفها يتحرك حركات راقصة عنيفة, مندفعة بلا وعي و لا هدف, كأنما تعاني من مس ذي تيار تحتي.. مس خفي, واقعة تحت تأثير سحابة دخانية عملاقة تستمتع بخنقها.
فاجأني أنها لم تصرخ طلبا للمساعدة, بل إنني لم أسمع لدفقاتها المهزومة صوتا.
فجعلت أستجمع قواي التي أغارت عليها شحنة ضالة من نفس التيار التحتي, و بعد لحظة تفكير مرت كالدهر قررت أن أرسل إليها نظرة عميقة متفحصة.. قفزة هائلة لا مفر منها, تمنيت, بل و دعوت أن تعود إليّ تلك النظرة مصحوبة بخيبة الظن.
جازفت و أرسلت تلك النظرة الموعودة, فارتدت كالصفعة على وجهي, ارتدت لتعيد رسم معالم الحقيقة التي غشّاها الوهم... إنها واقفة في خشوع, تؤدي الشعائر المألوفة للصلاة, يتجلى على وجهها رضا اليائس المفرط في اليأس.

و بحس فطري تجريبي, و بهدف وأد أي أثر متبقي للشك, تخليت عنها كمركز لتسديد نظرتي, فأشحت مجال بصري قليلا, حتى تداخلت حدوده مع ظلها المعتم, و إذا بطيفها الممسوس يعود لثورته المهلكة على قيوده المادية. حركات راقصة أكثر عنفا, و أكثر تطرفا, دفعت بأنفاسها المستسلمة للدخول في تحدي أزلي ضد سيادة المس.
أغمضت عيناي بقوة حتى كادتا أن تسقطان داخل تجويف رأسي, و اتخذ وجهي من يديّ المرتعشتين قناعا...
خرج قلبي عن مساره وأخذ في مد الحدود القصوى لمجال حركته, فتهاوى من موضعه و أحدث دويا مروعا ثم ارتد في قفزة هائلة، ثم تهاوى، ثم ارتد، ثم تهاوى.. مرات لا تحصى, حتى تبخرت الطاقة المحترقة في كياني... و خبت شعلة الإنفعال تدريجيا.
وعندها شعرت بها تقترب مني، بعد أن انتهت من صلاتها, أو انتهت منها صلاتها, فأزحت يديّ من على وجهي و حررت عينيّ الغائرتين. جلست إلى جانبي بهدوء.. تطلعت إليها باحتراس, أنقب عما قد يثير الريبة, فلم أجد شيئا, لم أجد إلا ملامح شاردة. أمسكت بيدها و لكنها بقيت ساكنة, بادرت بسؤالها ما إذا كانت بخير, فتبدى الوهن على قسماتها فخبأته بنبرة صارمة قائلة :
-أنا بخير، ولكن...
ملتفتة إليّ :
-... حان دورك!!

فاجأني أنني لم أتفاجأ لما قالته, و بإذعان متناهي وجدتني أمتثل لطلبها. توجهت للغرفة ذاتها بخطوات قصيرة لكن ثابتة و أنا أكاد ألا أصدق أنني أتحرك.


A photograph by Susu Laroche

Oct 17, 2011

introspection at dawn

A cloud stretches, beyond the edge of the rooftop of the neighboring building, it seems to me like a clutching fist trying to reach for the growing deterioration, that is yearning for providence at the center of the sky..
What a helpless fist... what a false saviour.. so indecisive.. my fist.. I pity the victim.
The sunken remains of what was once painfully rebellious against fatal nonsense, are now left to rust deep in the vast cavity of the sky, I, the beholder, can't help but mourn.
A ray of smoke, never seen anything like this before, smoke never formed such a solid shape...
Like a ray of light from a giant torch in a running sequence, to cast a heavy spot of light over the nearest jester.
The sky is purple, with a rampant taste of blood.
There's a flowing riot... every dawn, everything looks normal... but still I quiver every once in a while.
Crows show up whenever they feel like it... they always come uninvited.
Their recurring cries collide with my senses, my senses collapse and try to bleed out a meaning.
Cries of gloating? cries of sympathy? cries of threat? cries of pain?.. no reply, my senses are left so defeated.
The more this process reoccurs, the more I wilt.
I need to find a shelter, a firm ground.

Le Corbusier's The open hand monument

Oct 15, 2011

first and foremost...

I am not complaining, I am only reviving my old complaints..
Unfotunately abuse is an inevitable process, whether I am the abuser, or the abused, it must take its course.